النبي الذي وصف نفسه بأنه من الضالين؟ ولماذا؟

النبي الذي وصف نفسه بأنه من الضالين؟ ولماذا؟

جاء ذلك في مواجهة تمت بين نبي الله موسى عليه السلام وبين فرعون، حين كان فرعون يذكره بحادثة قتله لشخص خطأ قبل فراره من المدينة، ويدور هذا الحوار العجيب بين الطاغية وبين النبي، ويالها من مواجهة عظيمة بين من كان الطفل المدلل في القصر بالأمس، لكنه يقف اليوم بصفته نبي و كليم الله بعد أن أخذ الأمان من ربه لمواجهة فرعون وطغيانه.

يعايره فرعون بقوله:

قَالَ أَلَمۡ نُرَبِّكَ فِینَا وَلِیدࣰا وَلَبِثۡتَ فِینَا مِنۡ عُمُرِكَ سِنِینَ

وَفَعَلۡتَ فَعۡلَتَكَ ٱلَّتِی فَعَلۡتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ

فيرد عليه نبي الله في قوة وتسليم:

قَالَ فَعَلۡتُهَاۤ إِذࣰا وَأَنَا۠ مِنَ ٱلضَّاۤلِّینَ

فَفَرَرۡتُ مِنكُمۡ لَمَّا خِفۡتُكُمۡ فَوَهَبَ لِی رَبِّی حُكۡمࣰا وَجَعَلَنِی مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ

سورة الشعراء؛ الآيات ١٨، ١٩، ٢٠، ٢١

ليس هناك ما يمنع نبي من أنبياء الله تعالى أن يعترف بخطئه وذنبه، لأن العيب دائما يكون في الإصرار على الخطأ والمكابرة و الكبر.

وَدَخَلَ ٱلۡمَدِینَةَ عَلَىٰ حِینِ غَفۡلَةࣲ مِّنۡ أَهۡلِهَا فَوَجَدَ فِیهَا رَجُلَیۡنِ یَقۡتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِیعَتِهِۦ وَهَـٰذَا مِنۡ عَدُوِّهِۦۖ فَٱسۡتَغَـٰثَهُ ٱلَّذِی مِن شِیعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِی مِنۡ عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَیۡهِۖ قَالَ هَـٰذَا مِنۡ عَمَلِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوࣱّ مُّضِلࣱّ مُّبِینࣱ

عندما وكز موسى عليه السلام الرجل فقتله بدون أن يقصد، فعل ثلاثة أشياء هامة:

عرف من العدو الذي دفعه إلى ارتكاب هذا الفعل:

قَالَ هَـٰذَا مِنۡ عَمَلِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوࣱّ مُّضِلࣱّ مُّبِینࣱ

ثم استغفر فور وقوعه في المعصية:

قَالَ رَبِّ إِنِّی ظَلَمۡتُ نَفۡسِی فَٱغۡفِرۡ لِی فَغَفَرَ لَهُۥۤۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ

ثم أخذ العهد على نفسه أن يكفر عن ذنبه بالعمل الصالح:

قَالَ رَبِّ بِمَاۤ أَنۡعَمۡتَ عَلَیَّ فَلَنۡ أَكُونَ ظَهِیرࣰا لِّلۡمُجۡرِمِینَ

هذه هي الوصفة الذهبية التي تعالج كل عيوب بني آدم ولا يضره ذنب طالما ظل حريصا على تطبيقها في حياته.

١- اعرف عدوك وثق أنه هو سبب معاناتك وألمك

٢- استغفر لذنبك وتب فور وقوعك فيه بلا تسويف

٣- اعقد العزم على أن تعمل صالحا لتكفر عن سيئاتك.